أخبار الموقع

ممرضون مهددون بسرطان الرئة بسبب السكن الوظيفي

تعرف بعض المناطق و خصوصا الجبلية و النائية منها و التي شهدت تقسيما صحيا وفق خريطة ترجع لسنوات السبعينيات و الثمانينيات تواجد سكن وظيفي بني على اساس القواعد الهندسية لتلك الفترة و التي كانت تهدف الى انشاء مؤسسات صحية في اقرب وقت لتقريب العلاج من المواطنين و ذلك ضمن ظروف صعبة بدون انارة او كهرباء او هاتف في العديد من الحالات و العديد من الممرضين المخضرمين يشهدون على قساوة العمل التي كانت في تلك الفترة .
و من الارث البادي للعيان عن تلك الحقبة و الذي خلفته للأجيال الحالية دون ان تفكر الوزارة في ازالته هي تلك المنازل المبنية بشكل سريع او المسماة "المنازل الجاهزة" او بالفرنسية "PRÉFABRIQUÉ" .
هذا الارث الثقيل الذي اصبح يحمل في طياته السرطان مرض العصر لم تستطع الوزارة القضاء عليه لحد الساعة متعللة بهزالة الميزانية المخصصة للمنشآت المعدة للسكن الوظيفي مما يثبث ,كما عرف عن وزارة الصحة , استهتارها بحياة اطرها و خصوصا الممرضين الحلقة الاضعف في كل مرة و عصب الحياة في دواليب الوزارة .
هذه المنشآت المبنية بمادة "l'amiante" او ما يصطلح عليه كذلك ب "asbeste" في اللغة الفرنسية, هي عناصر كميائية مستخرجة من الياف السيليكا  تستعمل في السقوف و في العوازل الحرارية للمنشآت العمرانية في حقبة بداية القرن العشرين بين 1950 و 1960 و قد اثبتت الدراسات العلمية و التقنية الحديثة مدى خطورة و سمية هذه المادة على الجهاز التنفسي و التي تسبب المرض الخبيث بناءا على لائحة المركز الدولي للأبحاث ضد امراض السرطان الكائن مقره بفرنسا والذي صنف هذه المادة ضمن جرد يضم 380 مادة هذا المركز الذي انضم المغرب اليه سنة 2015 باعتباره دولة رائدة في مجال محاربة هذا الداء الفتاك. 





هذه المادة تعتبر مسرطنة للجهاز التنفسي و الحنجرة كما تثبت الوثيقة التالية المستقاة من الموقع الالكتروني للمركز الدولي لابحاث السرطان المعروف اختصارا بالانكليزية IARC:


لائحة المركز الدولي لابحاث مرض السرطان
و في الائحة التي تضم 380 مادة مصنفة بناءا على درجة خطورتها نجد مادة L'AMIANTE المعروفة باللغة الانكليزية تحت اسم "ASBESTOS" و تندرج في تصنيف المجموعة الاولى التي تعتبر مادة مسرطنة للإنسان مع 118 مستحضر كميائي اخر كما توضح الصورة :

مادة ASBESTOS المسرطنة للجهاز التنفسي
رغم هذه المخاطر لا تزال الفئة العاملة النشيطة بوزارة الصحة و هي فئة الممرضين تعاني من السكن في هذه المباني الخطيرة على الصحة التنفسية دون ان يكون لها اذنى علم بهذا الخطر و منهم من اصيب بتليف الرئة و هو لا يدري مفوضا امره الى الله. و لا يقف الامر عند هذا الحد بل لازال الممرضون القاطنون بهذه المساكن يدفعون من جيوبهم اقتطاع مالي من اجرتهم عن السكن الوظيفي و يالها من مهزلة موظف بسكن وظيفي مسرطن يقتطع له مبلغ الاقامة بقبر وفاته, رغم ان الممرض يقوم بواجب وطني و يحق له الاستفادة من السكن الوظيفي لانه يقدم خدمة عمومية و لنا عودة في هذا الموضوع. 
عينة من المباني المسبقة التركيب


 

ليست هناك تعليقات