أخبار الموقع

ما يجري ...النقابات تطعن الممرض في الظهر

عرفت ازمة السلم التاسع و ما يصطلح عليه في المفهوم النضالي للممرضين "بالزنزانة التاسعة" تطورا ملحوظا و ازمة عاصفة تنذر بشلل في اجهزة الوزارة الوصية على القطاع بالاقاليم و المناطق القروية التي تعرف اشتغال ممرضين بنسبة كبيرة تفوق نسبة اشتغال الاطباء, غير ان المفجع في الامر ان وزارة الصحة تسعى من خلال تجاهل مطالب الممرضين بالمعادلة العلمية و الادارية مع الاحتفاظ بالرتبة و الاقدمية الى رفع الاحتقان داخل اوصالها ما يندر بشلل خطير في اوصال رجل مريض مسبقا مما سيجعل العقل يشتغل و هو الادارة المركزية و الاطراف مشلولة وهي المستشفيات و المستوصفات الحضرية و القروية , و استباقا منها لتفادي تردي الاوضاع المتردية اصلا في المستشفيات سعت وزارة الصحة الى استباق الامور بفتح ماستر بيداغوجي بدأت ملامح شلله في الافق بالنسبة للممرض من خلال توقعات باقصاء الممرضين العاملين بالمستشفيات و المستوصفات و الممرضين المشتغلين بمهمة التدريس, و تكملة لخطة افشال النضال التمريضي تم التنسيق مع النقابات الاكثر تمثيلية من اجل شل نضالات الممرضين و افراغ الاضرابات من محتواها من خلال التزام الصمت و عدم الاعلان عن اضرابات و طنية لفئة الممرضين .
من خلال تتبع الاوضاع النقابية الخاصة بنضالات الممرض المغربي يعرف بالملموس خيانة المركزيات النقابية لقضيته و على رأسها نقابة القائل "الدكتوراة خداها الطبيب ما بقا غا الممرض" و التي تغرد في سرب وحدها بعيدة عن مطالب الممرض و بعيدا عن دعم نضالاته بالدعوة لتبني اضرابات من شأنها التسريع بوتيرة انجاز اتفاق 5 يوليوز 2011 غير ان ما يلاحظ هو عكس ذلك بحيث اغلب القرارات النقابية و خصوصا الاكثر تمثيلية منها لم تدعو مركزيا لاضراب يدعم حقوق الممرض في المعادلة فقط اكتفت بالصمت او دعم مسيرة وطنية دون اضراب و هي السياسة التي اتخدتها اقدم نقابة مغربية لامساك العصى من الوسط بينها و بين الوزارة و الممرض.
الخطير في الامر ان بعض هذه النقابات خرجت متأخرة ببيانات تحاول امتصاص غضب الممرض و الالتفاف عليه و ذلك ببيانات لا تحمل اية حجة رسمية من وزارة الصحة فقط بغية تكسير الاضراب المعلن عنه يومي 12 و 13 يوليوز و ذلك بوعود تسويفية بالمعادلة الادارية و هي خطة مكشوفة و محبوكة تتوخى استغفال الممرضين و تحقير ذكائهم ما يعتبر استفزازا واضحا لهم.
ان النقابات الاكثر تمثيلية اصبحت تشهد في الاونة الاخيرة ظاهرة غريبة تبين رسميا ان المركزيات النقابية لا تعبر عن هموم قواعدها و تغرد خارج السرب و تبحث عن رضا المخزن على حساب المطالب العادلة للممرضين و الدليل على ذلك ان اغلب المكاتب الاقليمية تبنت اضرابات لم يعلن عنها وطنيا ما يعطي صورة سلبية عن مدى تمثيلية المراكز لهموم قواعدها الشيئ الذي ينذر بمنعطف قد يعصف بالدور المحوري للنقابات في تأطير العمال و توجيههم و تبني مطالبهم و استباقها حتى لا تحصل مشاكل تنذر بتأزيم الوضع الداخلي الوطني .
ان النقابات مدعوة حاليا و اكثر من اي وقت مضى الى التقرب من قواعدها و فهم التوجهات الجديدة و تحديث الترسانة التقنية و الفكرية لها و النظم المعلوماتية و عدم الجمود في النقابات الكلاسيكية التي تتعامل بالاستفراد بالقرار و الابتعاد عن القواعد لانها سياسة لم تعد مجدية مع تطور العصر و الانظمة المعلوماتية و انفتاح المنخرطين على تجارب و خبرات دولية ثورية على المفاهيم الكلاسيكية.

ما يجري

   

ليست هناك تعليقات