أخبار الموقع

تحدي الاقناع

لعل العديد منا, و خصوصا الافراد اللذين يشتغلون في قطاعات تكتسي اهمية قصوى من حيث حجة الاقناع و توصيل الفكرة الى المتلقي بهدف نشر الوعي سواء الصحي او التربوي او نشر فكرة حماسية , قلت لعلهم في صدام يومي مع اساليب قد تساعدهم في ايصال الفكرة عن طريق اسلوب ذكي و اقناع المتلقي , فماهي هذه الاساليب التي يمكن اعتمادها من طرف محاور محترف ؟ و كيف يمكن تطبيقها في الواقع ؟ 

اللغة 

اللغة هي وسيلة الحوار او القناة التي يمكن من خلالها تمرير الفكرة بشكل واضح و فعال بنسبة 20 بالمائة لان 80 بالمائة المتبقية تعود لحركات لا ارادية يقوم بها جسم المحاور و لا يشعر بها كحركات الايدي و ارتسامات الوجه من انفعال او عدم اهتمام او غضب فالمتلقي يفسر الحركات بشكل لا شعوري و دون ان يكون تلقى اي تكوين اكاديمي و لكنها الفطرة التي تجعل الانسان يشعر بصدق المحاور . لكن اللغة السهلة و المفهومة بين الطرفين تمكنك من الاقناع فلا يمكن ان تقنع امازيغي بلغة عربية دارجة و العكس صحيح كما لا يمكن ان تقنع فرنسي بلغة انكليزية ان لم يكن يتقنها و العكس صحيح , اذن اللغة المفهومة من الطرفين تسهل الاقناع بشكل كبير يتبقى الاشتغال على التحكم في اللغة الحركية التي تمثل كما قلنا 80 بالمائة.

تكرار الكلمات

تكرار الكلمات يشتغل على مستويين
المستوى الاول
يدعم ترسيخ الفكرة في دهن المتلقي لدرجة الحفظ . فتكرار كلمة او جملة لمرات عديدة في نقاش تجعل ذهن المتلقي يستوعبها بنسبة 80 بالمئة بعد مرور مدة على سماعها بعكس الجمل و الكلمات التي تقال بشكل معتاد و لفترة محددة , فمثلا حين نقول "التلقيح مهم للوقاية من الأمراض و التلقيح واجب صحي لجميع الاطفال فالتلقيح حماية فعالة " فان المتلقي يستوعب كلمة تلقيح و يحفظها عن ضهر قلب لتكرارها 3 مرات و بهذا تترسخ في عقله اهمية الكلمة او الجملة المكررة.
المستوى الثاني
ويتعلق بفهم المغزى, فمتى تكررت الكلمة بطرق شتى الا و تقرب الى ذهن المستمع معناها و مقصدها في حين لم يكن ليعيرها اهتماما من الوهلة الاولى. 

المقارنة العجيبة

يترك اثرا عميقا في النفس و العقل, المقارنة بين متناقضين, مما يرسخ الفكرة في الدماغ و يسهل استيعابها بسرعة و الاقتناع بها فكأن تقول مثلا "هذه حبوب منع الحمل وليست حبوب هلوسة " او كأن تقول "هذا اهمال و ليس اسهال " او "ليس كل الدواء سواء"

السؤال

يمكن اقناع الطرف المحاور من خلال اسلوب الاستفهام و ذلك عن طريق طرح سؤال بديهي يستطيع الجواب عنه لكن الجواب يكون اما بشكل مختلف جديد او جواب حقيقي لكنه كان مستعص على الفهم . و كمثال على ذلك "ما هي اسهل الطرق لتخفيف الحمى؟"
او " هل الماء وقاية من الاسهال ؟" او بماذا نتناول وجباتنا؟"هي اسئلة ذات اجوبة سهلة في البداية لكن يترتب عنها التعمق في الشرح و التحليل انطلاقا من سؤال بسيط جدا.


تشبيه الاشياء

التشبيه هي و سيلة فعالة في الاقناع و تقريب الصورة من المخيلة لادراك المعنى او المغزى من الشيئ فمثلا حين نقول ان "الصيام هو دواء رخيص مثل الحمية الغدائية" فقد اعطينا الدواء و قربناه بمثال بسيط من المعيش اليومي و ذلك بهدف تقريب الصورة و فهمها.

الاحصائيات 

لن يختلف اثنان في كون لغة الارقام لغة مقنعة و بالمثال فحين نعطي احصاء معينا يتعلق بحالة صحية فان العقل يتقبل الحجة بعد تفسيرها منطقيا , و ذلك عن طريق الانطلاق من العام نحو الخاص و ذلك كأن نقول مثلا "هناك ثلاثة الاف حالة اسهال منها الف و خمسمائة تطال الاطفال الرضع فقط" فهنا تقنع المتلقي بخطورة و حدة انتشار الاسهال في فئة معينة و تكون بذلك قد اختصرت على نفسك و المتلقي الاف العبارات التي يمكن تلخيصها في احصائيات بسيطة.
 خلاصة
كما اسلفنا من خلال الطرق الستة السابقة , فيمكن بسهولة اقناع الاطراف المستمعة بصحة افكارك او وجهة نظرك عن طريق و سائل سهلة و بديهية بالاعتماد على ذكائنا و سرعة بديهتنا و التدرب اليومي على هذه الطرق بشكل مكثف حتى تترسخ في الذهن دون اغفال اهمية اللغة في تمرير رسالة الاقناع فبدون تحكم في اللغة و لغة الجسد لا يمكن تحقيق هدف الاقناع.

تحدي الاقناع

ليست هناك تعليقات